لطالما كان دعم التطلعات التنموية لبلدان الجنوب، لا سيما البلدان الأفريقية والإسلامية، من أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية. ولقد أثبتت نماذج التعاون الناجحة بين بلداننا على مدى السنوات الماضية أننا نستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تبادل المعرفة والموارد الثمينة التي نمتلكها.

يهدف إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية (EAPD) بوزارة الخارجية في يوليو 2014 إلى تعزيز جهود التعاون الإنمائي الدولي في مصر، خاصة مع دول أفريقيا، وعلى الرغم من حداثة الوكالة باعتبارها وكالة ناشئة، إلا أن عملها مبني على الإنجازات التي حققتها سابقتها الوكالة المصرية للتعاون الفني مع إفريقيا (EFTCA) والصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث (EFTCC)، ليمثل امتداد لتقاليد مصر الراسخة في تعزيز التعاون بين بلدان جنوب-جنوب والتضامن فيما بين البلدان النامية.

تسعى الوكالة لوضع العديد من المزايا النسبية التي تمتلكها مصر لصالح الدول الأفريقية، ومن أجل استغلال ما تمتلكه القارة من إمكانيات هائلة لتحقيق التنمية. ولهذا تقوم الوكالة باستكشاف طرق مبتكرة للتعامل مع مختلف الشركاء على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية للاستفادة من خبراتهم ومواردهم لتوفير برامج مساعدة فنية متخصصة، وأنشطة لبناء القدرات، ودورات تدريبية، ومساعدات إنسانية وإغاثة في حالات الطوارئ للبلدان الأفريقية، وذلك بناءً على طلبها.

تهدف هذه الشراكات إلى توفير حلول مبتكرة للمشاكل المحلية، من منظور عالمي.، من خلال استكمال جهود البلدان الأفريقية والإسلامية في تحقيق خطط التنمية المتفق عليها إقليمياً ودولياً، بما في ذلك جدول أعمال الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما نعطي الأولوية للمجالات المؤهلة لتحقيق التنمية، لا سيما الصحة والتعليم وتمكين المرأة والعدالة والأمن.

تتميز قائمة شركاء الوكالة بالتعدد والتنوع لتشمل الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية، والوكالات الإنمائية متعددة الأطراف والثنائية، بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص.

ومن هذا المنطلق وبعد التعرف على الوكالة، أدعوك أن تعتبر نفسك شريكاً لنا، وإيماناً منا وسعياً باستمرار لتحسين طريقة تواصلنا وعملنا، نكِن كل التقدير لملاحظاتك حول كيفية العمل معًا أو القيام بالأمور بشكل أفضل.

وكما نقول في أفريقيا "إذا كنت تريد الركض سريعاً، اركض بمفردك. ولكن إذا كنت تريد الركض بعيداً، لابد أن نركض معًا"

سامح شكري  

وزير الخارجية  

جمهورية مصر العربية